انتصار الادارة العامة
عدد الرسائل : 173 تاريخ التسجيل : 08/02/2009
| موضوع: رحلة الخط العربي الأحد مارس 27, 2011 10:45 pm | |
| رحلة الحرف العربي
يتألف المصحف الشريف من ( 114 ) سورة ، وتتألف السورة من آيات ، والآيات من كلمات ، والكلمات من حروف ، فالحرف هو أصغر وحدة بنائية في الصرح القرآني العظيم . الحرف لغة : الطرف ، الحد ، لهجة القبيلة ، وجه من وجوه القراءات . الحرف اصطلاحا في علم التجويد : صوت يعتمد على مخرج محقق أو مقدر . عدد الحروف الهجائية ( 29 ) المنطوقة ، أما الأبجدية ( 28 ) حرفا مكتوبا .
أين الفرق ؟؟ وما سبب الفرق ؟ كانت العرب وحتى نهاية القرن الهجري الأول ينطقون الهمزة ولا يعرفون صورة لها في الخط فيكتبون قرا – قراة – يقرون ، بدلا من قرأ – قراءة – يقرؤون . في بداية القرن الثاني قام العلامة ( الخليل بن أحمد الفراهيدي ) بوضع اصطلاح لصورة الهمزة ، فأخذ رأس العين لأنها أقرب الحروف مخرجا من الهمزة ، ووضعت في الترتيب الهجائي أول الحروف ، ووضعت الألف المدية بين الواو والياء وكتبت ( لا ) .
لم كتبت الألف المدية ( لا ) ؟؟ لأن الألف حرف لا يأتي إلا ساكنا ، ولا يكون ما قبله إلا مفتوحا ، ولا نبدأ به الكلام ، لذا كان لابد أن تتصل بحرف يسهل لفظها ، وأقرب حرف يلازم الألف هو اللام في ( ال ) التعريف .
النقط والضبط بالشكل : دوّن النص القرآني دون نقط أو تشكيل ، ولكن لتوسع الدولة الإسلامية ودخول عدد من الأعاجم في الإسلام وانتشار اللحن في العربية جعل الخلفاء والعلماء يفكرون بشكل جدي في حفظ كتاب الله من التحريف والتغيير . وكان النقط يقسم لقسمين : 1 – نقط الإعراب 2 – نقط الإعجام .
نقط الإعراب : طلب معاوية بن أبي سفيان من زياد بن أبيه أن يسعى بضبط كتاب الله ، فطلب زياد من أبي الأسود الدؤلي أن يضع ضبطا لكتاب الله تعالى فاستخار الله مرارا فاستدعى زياد رجلا وقال له اقعد في طريق أبي الأسود فاقرأ شيئا من القرآن وتعمد اللحن فيه ، ففعل الرجل ذلك ، ولما مر به قرأ قول الله تعالى ( إن الله بريء من المشركين ورسوله ) بكسر اللام في رسوله ، فاستعظم أبو الأسود وقال عز وجه الله أن يتبرأ من رسوله وأرسل إلى عامل الخليفة أن قد أجبت إلى ما سألتنيه ، ورأيت أن أبدأ بإعراب القرآن ، فابعث إلي ثلاثين رجلا كي أختار منهم واحدا ، يساعدني في عملي . فاختار رجلا وطلب منه أن يأخذ صبغا يخالف لون مداد المصحف وقال له : استمع إلي فإذا وجدتني فتحت شفتي بحرف فاجعل نقطة فوقه ، وإذا ضممتهما فاجعل النقطة إلى جانب الحرف الذي نطقت به، وإذا كسرتها فاجعل النقطة في أسفله ، وإذا أتبعت شيئا من الحركات غنة ( أي تنوينا ) فانقط نقطتين ، وأما الساكن فاتركه بلا نقط . وكلما أتم صفحة راجعها أبو الأسود معه حتى فرغوا من ضبط المصحف جميعه.
ثم جاء الخليل بن أحمد فغّير الحركات إلى ما يقرب من هذه التي بين أيدينا اليوم .
نقط الإعجام : في العصر الأموي وفي عهد الخليفة عبد الملك بن مروان كثر التصحيف في لغة العرب فخبف على القرآن فأمر أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان الحجاج _وكان واليا على العراق – أن يعمل جاهدا في إبعاد أسباب التحريف فاختار نصر بن عاصم الليثي ، ويحيى بن يعمر للقيام بهذه المهمة ، وقد حاول بعض الناس ألا يستجيبوا ولكن الحجاج أخضع الجميع بسطوته . هذا وقد قام نصر بن عاصم ويحيى بن يعمر بترتيب الأبجدية العربية وتنقيط الحروف ، فأول ما أحدثوه :النقط على الباء والتاء والثاء فوضعوا نقطة تحت الباء، ونقطتين فوق التاء ، وثلاث فوق الثاء ، ثم وضعوا كل حرفين متشابهين بجوار بعضهما البعض .
علاقةالاحرفبالمخارج،معذكرالآراءفيها
· اختلف أهل القراءة واللغة في عدد المخارج على ثلاثة مذاهب : - الرأي الأول : أنها سبعة عشر مخرجا على القول الذي يختاره أهل المعرفة كالخليل بن أحمد الفراهيدي ، ومن تبعه كابن الجزري . والفراهيدي : أعظم أئمة اللغة وشيخ سيبويه ، وأول من وضع معجمًا للغة العربية أسماه " العين "، وهو واضع علم العروض - وهو العلم الوحيد الذي وضعه إنسان بمفرده - فقد جعل في الجوف مخرجا واحدا ، وفي الحلق ثلاثة ، وفي اللسان عشرة ، وفي الشفتين اثنين ، والخيشوم واحد . - الرأي الثاني:ستة عشرة مخرجا على قول سيبويه ووافقه الشاطبي رضي الله عنه بإسقاط مخرج الجوف الذي هو مخرج حروف المد الثلاثة وتوزيع حروفه على المخارج فقالوا : - الألف تخرج من أقصى الحلق أعلى من الهمزة . - أما الواو المدية فتخرج من الشفتين مع الواو المتحركة أو واو اللين . - والياء من وسط اللسان مع انخفاض الفك للأسفل .
س : أي القولين أصح ؟ لا تنافي بين القولين فلو تأملنا مخرج الواو المدية في قوله تعالى" سوء أعمالهم " لوجدنا أن الواو تخرج بضم الشفتين ضما محكما مع اهتزاز الحبال الصوتية وكذلك الياء في( المتقين ) فتخرج من الجوف مع ارتفاع اللسان إلى مخرج الياء المتحركة .
3- الرأي الثالث :هو مذهب الفراء والمبرد وقطرب ويقول بإسقاط حروف الجوف وجعل مخرج النون واللام والراء من مخرج واحد. الخلاف على أمر لا يتجاوز ملليميترات وهو على سبيل الإجمال . والحقيقة " لكل حرف مخرجا " وهذه المخارج يعمها الفم .
فألف الجوف وأخـتـاهـا وهـي * حـروف مـد للـهـواء تـنـتـهي
لم قال الإمام للجوف ألف وأختاها ... ولم يقل للجوف واو مثلا وأختاها ...؟؟؟ لأن الألف كما سبق وذكرنا لها سمات تختلف عن جميع حروف العربية .
المخرج الأول :الجوف
الجوف : وهو الخلاء الممتد من الحنجرة حتى الشفتين ويضم الجوف الحلقي والجوف الفموي .ومخرجها مقدر. وأختاها الواو والياء الساكنتان المجانس لهما ما قبلها وتخرجان أيضا من الجوف وتسمى هذه الحروف الثلاثة " - حروف مد ولين ؛ لأنها تخرج بلطف ولين .( أما حرفا اللين فهما الواو والياء الساكنتين المفتوح ما قبلها) - حروف المد الثلاثة - حروف جوفية ؛ لأن الجوف آخر انقطاع مخرجها . - حروف هوائية لأنها تنتهي إلى هواء الفم ثم الشفتين . تتميز هذه الحروف ثلاثتها عن باقي حروف العربية بأنها ذات مخرج غير محقق .
لم تتأثر الألف بما جاورها تفخيما وترقيقا ولا تتأثر الواو والياء ؟؟ الواو ينتهي مخرجها إلى الشفتين ، والياء إلى وسط اللسان ، أما الألف فلا تنتهي إلى مخرج حرف قريب منها لذا تتأثر بما جاورها تفخيما وترقيقا .
يراعى عند لفظ هذه الحروف ما يلي : 1 – إخراجها بالاعتماد على مخرج الجوف بحيث يمتد الصوت إلى الجوف الفموي والحلقي .
2 – تصفيتها من الغنة ( يؤمنون – المتقين - خلقنا ) .
3 – ألا يختم صوتها بهمز .
4 - عدم إمالة أو تقليل حرف الألف وخاصة مع حروف الترقيق .
5 – عدم تفخيم الألف بجوار المرقق من الحروف ( الأنهار – النهار )
يتبع حديثنا عن مخارج الجوف الحديث عن إتمام الحركات : ( تراجع أبيات إتمام الحركات من المتممات )
إتمام الحركات :
- هذا البحث من أهم مباحث التجويد لتعلقه بجميع الحروف ، فبما أن الضمة واو قصيرة ، والكسرة ياء قصيرة ، والفتحة ألف قصيرة ، لزم نطق الضمة مطابقا للواو ولا يتحقق هذا إلا بضم الشفتين ضما محكما ، ونطق الكسرة مطابقا لنطق الياء بانخفاض الفك ، ونطق الفتحة مطابقا لنطق الألف بتباعد الفكين . عند نطق ( إنكم ) مثلا لا بد من ضم الكاف كما لو كانت مجردة . تنبيهات : - تمام الحركات لا يكون في أواخر الكلمات فقط ،وإنما في أولها ووسطها ( مِن بعد – السِجن – يُخفون ) . - تتجلى مهارة القارئ عند توالي الحركات مع السكون مثل ( تُبتُم-صَمٌ بُكمٌ عُمي ) - لابد من مراعاة عدم توليد حروف من الحركات عند إتمامها ،وإشباعها بحرف مشابه للحركة ( كنتم – كونتم) وكـل مضـموم فـلن يـتـما إلا بضـم الشـفتـين ضـما وذو انخـفاض بانخفاض للـفم يـتم والمـفتوح بالفتح افـهم إذ الحـروف إن تكن محـركة يشـركها مخرج أصل الحركة أي مـخرج الواو ومخرج الألف والـياء من مخرجها الذي عرف فإن تر القارئ لـن تنـطـبقا شـفاهه بالضـم كـن مـحققـا بأنـه منـتقـص مـا ضـما والـواجـب الـنطق بـه مـتما كـذاك ذو فتح وذو كسر يـجب إتمـام كل منهـما افهمـه تـصب | |
|