تعريف اللحن

اللحن

[اللحن : معنى اللحن فى اللغة]

قال الامام ابن الجزرى فى التمهيد:

اعلم ان اللحن فى الكلام على معان:

فهو يستعمل بمعنى اللغه ومن ذلك : لحن الرجل بلحنه اذا تكلم بلغته

وفى لسان العرب مادة لحن بمعنى الفطنة ويقال رجل لحن أى فطن .

ويقال لحن إذا صرف الكلام عن وجهه ،ويقال عرفت ذلك فى لحن قوله ومنه قوله تعالى

(وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ }محمد30) سورة محمد آيه30.ومنه قوله صلى الله عليه

وسلم : (لعل بعضكم ألحن فى حجته من بعض)،أى أفطن لها وأشد انتزاعا

واللحن الضرب من الاصوات الموضوعة،وهو مضاهاة التطريب كأنه لاحن ذلك بصوته أى شبهه به.

ومنه ما يقال :لحن فى قراءته ،إذا طرب فيها أى قرأبألحان.

ومن معانى اللحن فى اللغة كل ما خالف الصواب .وكانت العرب تسمى كل ما يأتى بقراءة ضد الاعراب

الصحيح لحانا، ويسمون فعله اللحن ،لأنه كالمائل فى كلامه عن جهة الصواب.

ونخلص مما سبق إلى أن اللحن فى اللغة عدة معان هى :

1_اللغة أو وسيلة التعبير

2_الرمز أو الاشارة

3_ الفطنة وقوة الملاحظة.

4_ اللغز والتورية.

5_البلاغة وطلاقة اللسان.

6_ الاصوات الموسيقية .

7_ الميل عن الصواب.


معنى اللحن فى الاصطلاح:

هى كلمه جامعة لكل خطأ فى قراءة القرآن، فكل خطأفيه يسمى فى علم التجويد لحنا

وهذا الخطأ ينقسم الى قسمين : خطأ جلى ، ويسمى ( اللحن الجلى )

خطأ خفى ،ويسمى (اللحن الخفى )

أولا : الخطأ او اللحن الجلى:

هو خطأ فى اللفظ القرآنى يخل ببنيانه الحرفى أو الحركى ،ويمكن لكل من له علم بالعربية ان يتعرف على

هذا الخطأ.

أمثلة الخطأ فى البنيان الحرفى للكلمة القرآنية،وله عدة صور:

الصورة الاولى: إبدال حرف بحرف.

نحو أبدال الطاء تاء فينطق (خلق الانسان من تين ،بدلا من طين)

وإبدال الضاد دال فينطق (وأن يمسسك الله بدر، بدلا من بضر)

وأبدال الضاد ظاء فينطق (ولا الظالين ،بدلا من ولا الضالين)

وقس على ذلك .....................................
.
الصورة الثانية : زيادة حرف على الكلمة:

كزيادة ألف بعد الخاء فى قولة تعالى ختم الله) فينطق( خاتم الله ) ،أو كزيادة واو

بعد العين فى قولة تعالى ( فادعَ لنا ربك ) فينطق ( فادعو لنا ربك ) وقس على ذلك...................

الصورة الثالثة : نقص حرف من الكلمة :

كنقص حرف الالف من لفظ الجلاله فيقولون والله _بالله بدون مد الصوت بالالف قبل الهاء.


أمثلة الخطأ فى البنيان الحركى للكلمة :

ويقصد به : رفع ما يجب نصبه، او نصب ما يجب رفعه ،أو خفض المنصوب والمرفوع، أو ما شابه ذلك.

وكذلك تشديد المخفف ،وتخفيف المشدد، وتحريك الساكن ، وأسكان المتحرك وقس على ذلك...........

وإليك مثال واحد يبين لك كيف أن الخطأ فى الحركة يؤدى إلى أختلاف المعنى:

كلمة: الجنة بفتح الجيم يعنى ( دار النعيم )

الجنة بكسر الجيم يعنى (الشياطين )

الجنة بضم الجيم يعنى (الوقاية )

حكم اللحن الجلى:


هو التحريم أجماعا

، ولكن من وقع فيه لكبر ،أو لعاهة ،فأقل شئ أن يضبط الفاتحة التى لا تصح الصلاة الا بها


ثانيا : الخطأ أو اللحن الخفى


:هو خطأ فى اللفظ القرآنى يخل بعرف القراءة، أى بالكيفية الثابة التى نزل القرآن بها ،والمتمثلة فى أحكام التجويد ومسائله ،ولا يتعرف عليها الا من

تلقاها من أفواه المشايخ،وضبطها على أهل الاداء.

وهو قسمان:

القسم الاول من اللحن الخفى :

الخطأفى مشهور الاحكام:كترك القصر، والمد، والاظهار،والادغام، والاخفاء، والقلب، والتفخيم ،والترقيق، وترك الصفات التى لا تخرج بعض الحروف

إلا بها كالقلقلة والهمس، وغيرها من مبادئ علم التجويد التى يجب

على كل مسلم ان يتعلمها ليميز كلام الله عن غيره من الكلام.

حكمه :

التجويد العملى ، أو التطبيقى واجب وجوبا عينيا على كل مسلم أو مسلمة يقرأ ولو بعض أيه من كتاب الله،ولكن يترتب الاثم والعقاب على الوقوع فى

خطأ ترك الاحكام أو بعضها على حال المسلم:


فالذى يبذل الجهد فى تعلمه وتطبيقه ولكن:لايطاوعه اللسان بسبب وجود لثغة فطرية فى بعض الحروف كحروف الصفير وحرف الراء.

أو لا يجد من يعلمه ويهديه الى الصواب ،أو وجده ولكن لا يستطيع الوصول اليه لسبب من الاسباب.

أو الاعجمى الذى من الله عليه بالاسلام وبه عجمه فى اللسان لا يستطيع التخلص منها.

أو العجوز الذى من الله عليه بالهدايه بعد أن كبر وهرم.

أو الامى الذى لم ينل قسطا من التعليم .


فكل واحد من هؤلاء وأمثالهم مسئ ،ولكنه معذور مأجور من الله لأنه سبحانه لا يكلف نفسا إلا وسعها.


أما ان كان مستغنيا بنفسه مستبدا برأيه متكلا على ما ألفه من حفظه ،مستكبرا عن الرجوع إلى عالم يوقفه على تصحيح لفظه ،غير معتقد بوجوب الاتيان

بتلك الاحكام عند التلاوة ، ويقرأالقرآن دون ضابط يرجع إليه ولا كيفية ثابتة يلتزم بها و إنما بما ألفه طبعه وأعتاده لسنه، فلا شك أنه مقصر ومسئ آثم

غير معذور معاقب على فعله عند الله لتركه واجبا شرعيا

القسم الثانى من اللحن الخفى ]

]الخطأ فى دقائق الاحكام ]،

التى لا يعرفها إلا القارئ المتقن الذى قضى من عمره سنين فى تناول هذا العلم والبحث فيه والذى أخذ من أفواه الأئمة

المتقنين فأتى بالقاعدة التجويدية فى أدق صورها ، وأروع مظاهرها فأتصفت قراءته بكمال الضبط ونهاية الحسن ،فبشره الرسول صلى الله عليه وسلم

بأعظم بشرىفى قوله]

(الماهر بالقرآن مع السفره الكرام البررة